vendredi 18 mai 2012

الى كل فتاه مسلمة...اريد ان اخبرك بامر هام





الى كل فتاه تحب شابا...اريد ان اخبرك بامر.ارجو قراءة الموضوع لاهميته..
اختاه دعى نفسك تتعذب من اجل الله


"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُباًّ لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العَذَابِ"البقرة 165تحبينه ؟؟؟ جدا؟؟؟؟ اذا
اتركيه


تسألين كيف؟


اولا : تذكرى انك مسلمة


ثانيا : اختاه دعى نفسك تتعذب من اجل الله قولى


لها سأتعذب ندما وحبا لله رهبة منه وشوقا


لرضاه


قولى لها


حبى لله لابد ان يكون اشد واملك لقلبى


سأكون امة لله فقط


قولى لها يا نفسى ان كنتى تحبين الله فلا تعذبينى


باغضابه


اتركيه اختاه فمن ترك شيئا لله "خوفا


وحبا"عوضه الله خيرا منه


اختاه


ان كان لك فهو لك دون ان تتكلما وتغضبا الله


صدقينى اختاه لا حيلة فى الرزق وزواجك رزق


يجرى خلفك يسعى اليك


لا تقولى لو تركته سينسانى ولن يتقدم لخطبتى


ان فعل هذا فهو لا يستحقك
والله اختاه ان كان لك سيجمعكما الله وان لا فلن


يكون ابدا لك مهما كنتِ تظنين عظم الحب


بينكمااحذرى اختااااااااه


فان الذنب يمنع البركة ويحل غضب الله قد يكون


لك ولكن لانك عصيتى الله وكلمتيه وتقابلتما


واثرتى فيه شهوته واثار فيكِ شهوتك


لن ولن


يبارك لكما الله ابدا


لا تقولى لى انه انسان مهذب وانا مهذبة ومتدينة


نجلس باحترام حتى ان صديقتى فلانة تكون معى


حتى اننا نتكلم احيانا فى امور الدين


وووواختاااااااااه


ارحمى نفسك من التضليل لا يجوز لكِ كل هذا


وكيف يجمعكما حب ولا تثار شهوتكما


الحب احترام وتواصل وود وشهوة


الحب تفاهم وتلاحم وشهوة


مادام بينكما حب فاكيد اثناء حديثكما تدخل الشهوة


بكلمة او نظرة اليس بهذا ؟؟؟


اصدقى نفسك وان لا فالله يعلم ما تخفى الصدور


وما تعلن


لا تقولى


انه صالح وانا صالحة ونريد بيتا صالحا
اختاه


البيت الصالح لا يقوم ابدا على معصية الله لم


يأمرك الله بغض البصر؟؟؟


هذا ذنبكما الاول .....
"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"النور 30
قال حفظ الفرج بعد النهى عن غض البصر لان


اطالة النظر دون اشباع تؤدى بالكثير من الشباب


لآداء امور قبيحة !!!صرتِ هكذا مصدر


شرور كثيرة !!اعذرينى


وبعدها قال تعالى"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"النور 31 لاحظتى كم اثم ظهر لكِ ؟؟؟


اذا اطالة النظر وتكراره وتوابعه اثمكما الاول


السلام


اى انه يمس امرأة لا تحل له هذا ذنبكما


الثانى ....


"لان يطعن احدكم بمخيط من حديد فى رأسه خير


له من ان يمس امرأة لا تحل له"


انظرى بشاعة المس بين رجل وامراة لا تحل له


يضرب على رأسه بسيخ حديد افضل من ان


يمسها!!!


الخلوة


البعض يظن ان خلوة المرأة والرجل تكون فقط فى


حجرة


لا والله قد يكون واحد وواحدة حولهما الاف وفى


خلوة!!!


بالكلام يقولان ما يخطر ولا يخطر ببال مسلم


اليس هذا بواقع؟؟


لا تقولى


امى تعلم !!!والله هذه مصيبة اكبر ولكن اقول لكِ


"وان تطع اكثر من فى الارض يضلوك عن


السبيل"اختاه كل نفس بما كسبت رهينة


لن اطيل فقط لانها امك


اسألك هل ممكن ان يصل الحب بينكما الى الزنا؟؟؟


لالالالالالالالالالا
انتظرى اختاه


لا تكونى كمن قيل فيهم"أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
البقرة 85
الى الان اذكر لك ادلة تحريم صح؟؟؟


كونى معى فى هذه الافكار


1- اجعلى حبك لله اشد


2- استعينى بالصبر والصلاة والدعاء


3- اكثرى من تذكر الجنة ونعيمها والنار ولهيبها


4- اطلبى منه وان رفض باى "حجة"فاعلمى ان


الخير الذى فيه ليس بالكثير لانه لابد ان يسعد ان


من ارادها لتحفظه فى غيبته ان تزوجها تخاف الله


5- حتى وان رفض اتركيه


6- لا تردى على مكالاماته


ان رن الهاتف حبى لله اشد ارسلي رسالة حبى لله


اشد ارسلي حبى لله اشد حبى لله اشد


7- امتنعى فورا عن مقابلته وان كان زميل عمل


او دراسة فقولى له انى تبت الى الله وان كنت


تريدنى فبيت اهلى مفتوح


"وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"البقرة 189
8- اعلمى ان كان صحيح الايمان سيفخر بكى


ويزداد تمسكه ويصحو ايمانه ويتوب مثلك وينتظر


حتى يأذن الله لكما


9- تذكرى المعصية تمنع البركة


10- اعلمى ان الله لا يبارك ابدا فى حرام وانه


يمهل ليتوب عبده ولكن لا يهمل مصر على معصية


11 - لا تصري على المعصية وتكوني


كهؤلاء الذين قيل فيهم


"أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
البقرة 75

عقلتى الان عظم ذنبك فلا تصرى اختاه على


معصية ربك


ما غرك بربك الكريم ؟؟


12- لا تخافى من لكى لكى ومن لا فلا


اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطى لما منعت


صح ؟؟؟


قولى لله


تركته من اجلك فدبر لى ويسر لى واغفر لى


وارحمنى واهدنى وسدد اليك خطاى وعجل لنا


13- تذكرى انكما فتنة للصالحين والمراهقين


تنغصان عليهم الحياة تؤذيان نظرهم وقدوة سيئة للمراهقين


"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"النور 19
14- تأكدى والله ستكونان خصمين عنيفين يوم


القيامة لن تملكا انفسكما ستشهد الاعين والجلود


والابصار والارض والمكان سيقول هى يا رب


سيقول اعطها عذابا ضعفا ستقولين بل هو ستودين


لو تفتدين به من عذاب يوم عظيم


سيود لو تحملين مع اوزارك وزره الذى كان


بسببك سيفر منك وستفرين منه


وكيف وكيف


بك يا مسلمة تتسببين فى هلاك مسلم وهلاك نفسك


كيف ترضين لمسلم ان يتعذب !!!!!!!!!!!!


بسببك فى النار لن تصدى عنه ولا عن نفسك شيئا


15 - اختاه كيف تحبين الله ولا تخشين عقابه


وعذابه هيا افيقى من غفلتك اعيدى اليك حيائك


وحبك لله ورهبتك اقيمى ليلك واستغفرى ربك


16 -اعلمى ان عذاب نفسك لمرضاة الله وجهاد


شر نفسك مقربة الى الله تنالين بها حبه وبركته


وغفرانه وتيسيره وسعادة فى الدنيا والاخرة


17 - اصبرى وصابرى وقولى


حبى لله اشد


حبى لله اشد


اخيرا


اختاه ان كنتى تريدين الحياة الدنيا وزينتها ولا


تريدين لقاء الله ونعيم الخلد فى جنته فهذا هو


الطريق الصحيح اكملى


ولكنّى اراكى ما دمتى اكملتى المقال هذا


ان الخير الكثير فيك ان قلبك طاهر وضميرك حى


وايامنك صادق


فهياااااا انفضى عن صحيفتك ذل المعصية


الخير الكثير فيك واظنك ستعاهدين الله على


الاصلاح والتوبة والصبر والدعاء


"وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى"
طه 82
اعذرينى اختاه ان كان من بعض كلامى كلمات


شديدة ولكن نار جهنم اشد واخذ ربك لشديد


وهو ايضا من قال


"نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ"الحجر 49 الله يهديك ويبارك فيك وييسر امرك واسأله لى


ولكِ العفة والستر وان ييسر لبنات وشباب


المسلمين الخير عاجلا غير اجلا اللهم امين والحمد


لله بقدرك العظيم وصلى اللهم وسلم وبارك على


سيدنا محمد وعلى اله بقدر حبك فيه


خوفى عليكِ اكيد


عجبنى وتمنيت اكبر عدد من البنات يقراه


اتمنى قراءة الموضوع اكثر من مره
منقووول

jeudi 10 mai 2012

ادا كان الله معك فمن عليك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يرغب الشخص في تغيير داته نحو الافضل .فيقرر و يحدد ما يجب فعله وما يجب تركه من عادات .وهو مقتنع ان هدا السبيل الصحيح الموصل الى تطوير نفسه واكتساب الشخصية التي يرصاها لنفسه...و لكن ما يلبث ان يلتقي الناس ويندمج معهم حتى يعود شيئا فشيئا الى ما كان عليه من عادات ويكرر نفس الاخطاء... وحينها يحس بالم مصاعف عندما يكرر نفس الخطأ وهو يدرك جيدا الطريق الدي يبعده عن حالته هده ....ادن فما العمل ؟؟؟
ان التجارب وتكرارنا الخطأ ما هو الا دروس ادا لم نستوعبها للوهلة الاولى فنها تستدعي ان تتكرر ويتكرر معها حجم الالم حتى تبلغ  درجة تدرك فيها النفس الانسانية بصرورة تطبيق ما تم تخطيطه من قبل ...وادا جاءت تلك اللحظه  فاعلم انها ساعة مباركة ساعة ستصبح بعدها شخصا آخر مثاليا مثلما خططت بالضبط لان تلك التجارب اكسبتك ما يسمى الحكمة ...فستصبح تعرف النتائج المترتبة على اي موقف قبل ان تقدم عليه ...ستصبح تعرف معادن الاشخاص وتعرف نواياهم ...تأكد حينها ان تجاربك الفاشلة في الحياة هي اكبر نجاح حققته ...ومهما خالطت فانك ستبقى محافظا على مبادئك .
اتدرى ماهو الاسلوب الدي قادك الى هدا الانجاز ؟
انه قرارك ان تخوض معترك الحياة لوحدك لا تحتاج لشخص معك يساعدك ...فادا احتجت المساعدة اسأل الله ...فاغلب الناس ان لم نقل كلهم ينسحبون من حياتك ادا اشتدت فيها العواصف ...وتجدهم اقرب من عائلتك في اوقات نجاحك وسعادتك....فمادا تراك ترغب في بقاء ناس كهؤلاء؟
ابعدهم عنك وقرر ان تكون وحدك قبطان لسفينتك تبحر بها حيث تشاء والله معك .
اخلص في نواياك 
ثق في رحمة الله في قدرته في معونته في كرمه ...واجعله نصب عينيك ...و والله لن تخسر ابدا .

فراق الاحبة

lundi 7 mai 2012

ملخص اهداف سورة هود


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " شيبتنى هود واخواتها "



إن الذي يتلو هذه السورة سيجد أنها حفلت بتوجيهات واضحة حاسمة ، والخطاب في هذه التوجيهات موجه إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتتناوله الآيات بضمير الخطاب المفرد ، والمقصود أيضا أمته كما قال تعالى : ( ومن تاب معك )



هذه التوجيهات تطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يصبر ولايتنازل لقريش وغيرها لما يطلبون ،ومن أهم مطالبهم أن يترك شيئا مما أنزل عليه ، يقول له الله سبحانه وتعالى : " فلعلك تارك بعض مايوحى إليك " ويقول له " فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك " ثم يعده سبحانه بأن العاقبة للمتقين.



إنه التصميم الجازم ، أنه الوحي وإنه الدين وإنه الحق ولابد أن يقبل كله ،ومن غير المسموح أن يجعل هذا القرآن عضين ، وأن يأخذه الناس تفاريق حسب أهوائهم ورغباتهم.
تتدرج الآيات المخاطبة للرسول صلى الله عليه وسلم هكذا :



" فلعلك تارك بعض مايوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أوجاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل "
" أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة اولئك يؤمنون به من يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه  إنه الحق من ربك ... "



وتعقيبا على قصة نوح عليه السلام فال تعالى :" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ماكنت تعلمها إنت ولاقومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين " وفي نهاية السورة :
" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا إنه بما تعملون بصير "



" واصبر فإن الله لايضيع أجر المحسنين " ثم يمن عليه " كلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق " ثم التذكير بسنته في إهلاك القرى : " وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون "



إن ضيق الصدر وكتمان بعض الحق مما يخطر بالبال حسب  المعهود من طباع الناس ، وحاشا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكتم شيئا من الرسالة، ولكن القران ينبه ويحذر أن يجترح هذا الترك، وإن كان بعض ما يوحى إليه يشق سماعه على المشركين، ثم يقول له: فاستقم كما أمرت، أي الزم الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه، بالثبات عليه، وفي الوقت نفسه لا تطغوا فيه، فالافراط فيه كالتفريط.
وفي ختام السورة يؤكد الطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستمر في دعوته ولا يتوانى ولا يتنازل (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل، ما نثبت به فؤادك...)



كما حفلت سورة هود بذكر مدنيات بادت واندثرت لعصيانها لامر ربها، إنه مشهد مأساوي مؤثر، نوازل مريعة حلت بالقرون الخوالي والامم السابقة، أمم مستكبرة تحتقر الضعفاء من المسلمين، ويصرون على اتباع آبائهم ولو كانوا لا يعقلون (قوم نوح) وأمم غرتهم قوتهم وبنيانهم (قوم هود) وأناس بطروا النعمة (ثمود) واخرين انحرفوا عن الفطرة السليمة (قوم لوط) والغارقين في الفساد الاقتصادي وأكل أموال الناس بالباطل (قوم شعيب) إنها سنة كونية وقانون إلهي صارم.


إنه التحذير للمسلمين أن يتركوا بعض الوحي إرضاء للذين يشنون كل يوم الغارات الثقافية على الاسلام وأهله، ويبرر بعض المسلمين هذا التنازل باسم (الاعتدال) و (الوسطية) التي هي تأويل المحكمات وقواطع الأدلة وأبعادها عن معانيها الصحيحة، وليست الوسطية التي هي الكمال، (واسطة العِقْد)فالاسلام وسط بين الاديان التي انحرفت إما إلى الغلو أو إلى التفريط. لماذا يلح القران على التمسك بما (أوحي إليك) والاستمرار على الصراط السوي، لأن الانجرار إلى مطالب الذين لا يريدون الإسلام سوف يؤدي إلى أن يسكت الانسان عن كثير من الاراء التي تتنافى وعقيدته، وعندئذ تنمحي الغوارق ويضعف الايمان ويشحب حتى يصبح ظلالا باهتة.





ولا نتكلم هنا عن الاجتهاد الصحيح في كل حادثة طارئة من خلال منهج واضح سليم، ولكن عن هؤلاء الذين لا يميزون بين الانفتاح الصحيح والسليم وبين تسليم القلعة للمهاجمين، كما يفعل الجيش الخائن. "وإنما ينسلُّ عن ضبط الشرع من لم يحط بمحاسنه، ولم يطلع على مكامنه..." (1)



إن مطالب الذين لا يريدون للإسلام خيرا لا تنتهي عند حد، فمن موضوع (النقاب) إلى حذف الآيات وبعض الأحاديث إلى تعطيل الحدود، حتى يجردوا المسلم ويدعوه هيكلا عظميا، ومع ذلك لا يقبلون إلا بأن يفهم هذا المسلم الدين كما يريدون ويطبقه حسب ما ينهجون.


ولذلك لا بد أن ييأس الكفار من استجابة المسلمين لوساوسهم، خاصة حين يتلو 

المسلم هذه الآية (فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفوراً)




1- الامام الجويني: الغياثي 


الصبر


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاري .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن الله قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري وفي رواية للترمذي ( فصبر واحتسب ) .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة ) رواه ابن ماجة حسنه الألباني .
معاني المفردات 
قبضت صفيه : أي أمتُّ حبيبه وصديقه المصافي من ولد أو والد أو زوجة أو صديق أو نحو ذلك .
حبيبتيه : عينيه وسماهما حبيبتين لأنهما أحب الأعضاء إلى الإنسان .
فصبر واحتسب : أي صبر مستحضراً ما وعد الله به الصابرين من الأجر والثواب .
طبيعة الحياة الدنيا 
اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض مزيجًا من السعادة والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ، فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم ، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، والذي بيَّنه ربنا جل وعلا بقوله :{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا }(الإنسان 2) .
ضرورة الصبر 
ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ، الصبر على الشدائد والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن التشكي ، والجوارح عن لطم الخدود ونحوها ، وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين موضعاً - كما قال الإمام أحمد - وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه . 
أنواع الصبر 
والصبر أنواع ثلاثة صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها ، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها ، و صبر على الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها ، وهذه الأحاديث القدسية في النوع الثالث من أنواع الصبر وهو الصبر على أقدار الله المؤلمة .
عند الصدمة الأولى 
والصبر النافع الذي يترتب عليه الثواب والأجر ويؤتي ثماره وآثاره في نفس العبد - كما جاء مصرحاً به في الأحاديث - هو ما كان في أول وقوع البلاء ، بأن يفوض المؤمن أمره ويسلمه إلى أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، ويستسلم لأمره وقضائه ، فإن للمصيبة روعة تهز القلب ، وتذهب باللُّب ، فإذا صبر العبد عند الصدمة الأولى انكسرت حِدَّتها ، وضعفت قوتها ، وهان عليه بعد ذلك استدامة الصبر واستمراره ، وقد مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر ، فقال لها : ( اتقي الله واصبري ، قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه ، فقيل لها : إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين ، فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) رواه البخاري ، قال بعض الحكماء : " العاقل يصنع في أول يوم من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام " .
وأما إذا تضجر وتبرم في أول الأمر ، ثم لما يئس صبر لأنه لم يجد خياراً غيره ، فإنه يكون بذلك قد حرم نفسه من أجر الصبر وثوابه ، وأتى بما يشترك فيه جميع الناس ، فلا فائدة من الصبر حينئذ .
صبر واحتساب 
ولو تأملنا في الأحاديث السابقة لوجدنا التركيز على قضية مهمة وهي قضية الاحتساب في الصبر ، وذلك لأن يقين الإنسان بحسن الجزاء ، وعظم الأجر عند الله ، يخفف مرارة المصيبة على النفس ، ويهون وقعها على القلب ، وكلما قوي اليقين ضعف الإحساس بألم المصيبة ، حتى تتحول لدى النفس من المكاره إلى المحابِّ ، وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله : " ما أصبت ببلاء إلا كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أنه لم يكن في ديني ، وأنه لم يكن أكبر منه ، وأني لم أحرم الرضا به ، وأني أرجو الثواب عليه " ، فجعل انتظار الثواب على البلاء من أسباب تخفيفه ، ونقله من دائرة المصائب التي توجب الصبر إلى دائرة النعم التي تستحق الشكر ، وكان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يسأل الله اليقين الذي تهون معه المصائب ، فقلما كان يقوم من مجلس إلا ويدعو بهؤلاء الدعوات : ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ) رواه الترمذي .
وإذا كانت مقادير الله نافذة على العبد رضي أم سخط ، صبر أم جزع ، فإن العاقل ينبغي أن يصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله حتى لا يحرم الأجر والمثوبة ، وإلا جرى عليه المقدور وهو كاره ، قال علي رضي الله عنه : " إنك إن صبرت إيماناً واحتساباً ، وإلا سلوت سلو البهائم " ، وعزَّى رجلاً في ابن له مات ، فقال : " يا أبا فلان إنك إن صبرت نفذت فيك المقادير ، ولك الأجر ، وإن جزعت نفذت فيك المقادير ، وعليك الوزر " .
وقد بينت هذه الأحاديث عظيم الجزاء للصابرين المحتسبين ، وأن الصبر من أعظم أسباب الفوز بجنة الله ورضوانه .

samedi 5 mai 2012

الصبر في سورة يوسف

سورة يوسف - آية رقم 90 
قال الله تعالى :
{{{قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}}}

تفسير الجلالين :
(إنه من يتق) يخف الله (ويصبر) على ما يناله (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) فيه وضع الظاهر موضع المضمر
تفسير ابن كثير :
إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين قالوا تالله لقد آثرك الله علينا " الآية يقولون معترفين له بالفضل والأثرة عليهم في الخلق والخلق والسعة والملك والتصرف والنبوة أيضا على قول من لم يجعلهم أنبياء وأقروا بأنهم أساءوا إليه واخطأوا في حقه.

التفسير الميسر :
إنه من يتق الله, ويصبر على المحن, فإن الله لا يذهب ثواب إحسانه, وإنما يجزيه أحسن الجزاء.

تفسير فى ظلال القرآن :
للشهيد / سيد قطب ( رحمة الله عليه ) للآية كلها : وما أجمله !
(قالوا:أئنك لأنت يوسف ?). .
أئنك لأنت ?! فالآن تدرك قلوبهم وجوارحهم وآذانهم ظلال يوسف الصغير في ذلك الرجل الكبير . .
(قال:أنا يوسف . وهذا أخي . قد من الله علينا . إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين). .
مفاجأة ! مفاجأة عجيبة . يعلنها لهم يوسف ويذكرهم في إجمال بما فعلوه بيوسف وأخيه في دفعة الجهالة . . ولا يزيد . . سوى أن يذكر منة الله عليه وعلى أخيه , معللا هذه المنة بالتقوى والصبر وعدل الله في الجزاء . أما هم فتتمثل لعيونهم وقلوبهم صورة ما فعلوا بيوسف , ويجللهم الخزي والخجل وهم يواجهونه محسنا إليهم وقد أساءوا . حليما بهم وقد جهلوا . كريما معهم وقد وقفوا منه موقفا غير كريم: 

تفسير السعدى :
فعرفوا أن الذي خاطبهم هو يوسف، فقالوا: { أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا } بالإيمان والتقوى والتمكين في الدنيا، وذلك بسبب الصبر والتقوى، { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ } أي: يتقي فعل ما حرم الله، ويصبر على الآلام والمصائب، وعلى الأوامر بامتثالها { فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } فإن هذا من الإحسان، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

تفسير البحر المحيط :
ذكر أنّ سبب منِّ الله عليه هو بالتقوى والصبر، والأحسن أن لا تخص التقوى بحالة ولا الصبر. وقال مجاهد: من يتقي في تركه المعصية ويصبر في السجن. وقال النخعي: من يتقي الزنا ويصبر على العزوبة. وقيل: ومن يتق الله ويصبر على المصائب. وقال الزمخشري: من يتق، من يخف الله. وعقابه، ويصبر عن المعاصي، وعلى الطاعات. وقيل: من يتقي معاصي الله، ويصبر على أذى الناس، وهذه كلها تخصيصات بحسب حالة يوسف ونوازله.
وقرأ قنبل: من يتقي، فقيل: هو مجزوم بحذف الياء التي هي لام الكلمة، وهذه الياء إشباع. وقيل: جزمه بحذف الحركة على لغة من يقول: لم يرمي زيد، وقد حكوا ذلك لغة. وقيل: هو مرفوع، ومن موصول بمعنى الذي، وعطف عليه مجزوم وهو: ويصبر، وذلك على التوهم. كأنه توهم أن من شرطية، ويتقي مجزوم. وقيل: ويصبر مرفوع عطفاً على مرفوع، وسكنت الراء لا للجزم، بل لتوالي الحركات، وإن كان ذلك من كلمتين، كما سكنت في يأمركم، ويشعركم، وبعولتهن، أو مسكناً للوقف، وأجرى الوصل مجرى الوقف. والأحسن من هذه الأقوال أن يكون يتقي مجزوماً على لغة، وإن كانت قليلة، ولا يرجع إلى قول أبي علي قال: وهذا مما لا يحمل عليه، لأنه إنما يجيء في الشعر لا في الكلام، لأن غيره من رؤساء النحويين قد نقلوا أنه لغة.
والمحسنين: عام يندرج فيه من تقدم، أو وضع موضع الضمير لاشتماله على المتقين والصابرين كأنه قيل: لا يضيع أجرهم.

اصبر لتنل رصى الصبور

 {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [هود 11] 

يخبر تعالى عن الإنسان وما فيه من الصفات الذميمة، إلا من رحم اللّه، أنه إذا أصابته شدة بعد نعمة حصل له يأس وقنوط بالنسبة إلى المستقبل، وكفر وجحود لماضي الحال، كأنه لم ير خيراً ولم يرج بعد ذلك فرجاً، وهكذا إن أصابته نعمة بعد نقمة { ليقولن ذهب السيئات عني} أي يقول ما ينالني بعد هذا ضيم ولا سوء، { إنه لفرح فخور} أي فرح بما في يده بطر فخور على غيره، قال اللّه تعالى: { إلا الذين صبروا} أي على الشدائد والمكاره، { وعملوا الصالحات} أي في الرخاء والعافية، { أولئك لهم مغفرة} أي بما يصيبهم من الضراء { وأجر كبير} بما أسلفوه في زمن الرخاء كما جاء في الحديث: (والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا غفر اللّه عنه بها من خطاياه)، وفي الصحيحين: (والذي نفسي بيده لا يقضي اللّه للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك لأحد غير المؤمن)
تفسير الجلالين
{ إلا } لكن { الذين صبروا } على الضراء { وعملوا الصالحات } في النعماء { أولئك لهم مغفرة وأجر كبير } هو الجنة .
تفسير الطبري
ثُمَّ اِسْتَثْنَى جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ الْإِنْسَان الَّذِي وَصَفَهُ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات . وَإِنَّمَا جَازَ اِسْتِثْنَاؤُهُمْ مِنْهُ لِأَنَّ الْإِنْسَان بِمَعْنَى الْجِنْس وَمَعْنَى الْجَمْع , وَهُوَ كَقَوْلِهِ : { وَالْعَصْر إِنَّ الْإِنْسَان لَفِي خُسْر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات } فَقَالَ تَعَالَى ذِكْره : إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات , فَإِنَّهُمْ إِنْ تَأْتِهِمْ شِدَّة مِنْ الدُّنْيَا وَعُسْرَة فِيهَا لَمْ يُثْنِهِمْ ذَلِكَ عَنْ طَاعَة اللَّه , وَلَكِنَّهُمْ صَبَرُوا لِأَمْرِهِ وَقَضَائِهِ , فَإِنْ نَالُوا فِيهَا رَخَاء وَسَعَة شَكَرُوهُ وَأَدَّوْا حُقُوقه بِمَا آتَاهُمْ مِنْهَا .ثُمَّ اِسْتَثْنَى جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ الْإِنْسَان الَّذِي وَصَفَهُ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات . وَإِنَّمَا جَازَ اِسْتِثْنَاؤُهُمْ مِنْهُ لِأَنَّ الْإِنْسَان بِمَعْنَى الْجِنْس وَمَعْنَى الْجَمْع , وَهُوَ كَقَوْلِهِ : { وَالْعَصْر إِنَّ الْإِنْسَان لَفِي خُسْر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات } فَقَالَ تَعَالَى ذِكْره : إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات , فَإِنَّهُمْ إِنْ تَأْتِهِمْ شِدَّة مِنْ الدُّنْيَا وَعُسْرَة فِيهَا لَمْ يُثْنِهِمْ ذَلِكَ عَنْ طَاعَة اللَّه , وَلَكِنَّهُمْ صَبَرُوا لِأَمْرِهِ وَقَضَائِهِ , فَإِنْ نَالُوا فِيهَا رَخَاء وَسَعَة شَكَرُوهُ وَأَدَّوْا حُقُوقه بِمَا آتَاهُمْ مِنْهَا .' يَقُول اللَّه : { أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَة } يَغْفِرهَا لَهُمْ , وَلَا يَفْضَحهُمْ بِهَا فِي مَعَادهمْ . { وَأَجْر كَبِير } يَقُول : وَلَهُمْ مِنْ اللَّه مَعَ مَغْفِرَة ذُنُوبهمْ ثَوَاب عَلَى أَعْمَالهمْ الصَّالِحَة الَّتِي عَمِلُوهَا فِي دَار الدُّنْيَا جَزِيل , وَجَزَاء عَظِيم . 13919 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج : إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا عِنْد الْبَلَاء وَعَمِلُوا الصَّالِحَات عِنْد النِّعْمَة , لَهُمْ مَغْفِرَة لِذُنُوبِهِمْ , وَأَجْر كَبِير . قَالَ : الْجَنَّة يَقُول اللَّه : { أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَة } يَغْفِرهَا لَهُمْ , وَلَا يَفْضَحهُمْ بِهَا فِي مَعَادهمْ . { وَأَجْر كَبِير } يَقُول : وَلَهُمْ مِنْ اللَّه مَعَ مَغْفِرَة ذُنُوبهمْ ثَوَاب عَلَى أَعْمَالهمْ الصَّالِحَة الَّتِي عَمِلُوهَا فِي دَار الدُّنْيَا جَزِيل , وَجَزَاء عَظِيم . 13919 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج : إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا عِنْد الْبَلَاء وَعَمِلُوا الصَّالِحَات عِنْد النِّعْمَة , لَهُمْ مَغْفِرَة لِذُنُوبِهِمْ , وَأَجْر كَبِير . قَالَ : الْجَنَّة '
تفسير القرطبي
قوله تعالى‏ { ‏ولئن أذقنا الإنسان‏} ‏ الإنسان اسم شائع للجنس في جميع الكفار‏.‏ ويقال‏:‏ إن الإنسان هنا الوليد بن المغيرة وفيه نزلت‏.‏ وقيل‏:‏ في عبدالله بن أبي أمية المخزومي‏.‏ ‏ { ‏رحمة‏} ‏ أي نعمة‏.‏ ‏ { ‏ثم نزعناها منه‏} ‏ أي سلبناه إياها‏.‏ ‏ { ‏إنه ليؤوس‏} ‏ أي يائس من الرحمة‏.‏ ‏ { ‏كفور‏} ‏ للنعم جاحد لها؛ قال ابن الأعرابي‏.‏ النحاس‏ { ‏ليؤوس‏} ‏ من يئس ييأس، وحكى سيبويه يئس ييأس على فعل يفعل، ونظيره حسب يحسب ونعم ينعم، ويأس ييأس؛ وبعضهم يقول‏:‏ يئس ييأس؛ ولا يعرف في الكلام ‏[‏العربي‏]‏ إلا هذه الأربعة الأحرف من السالم جاءت‏ على فعل يفعل؛ وفي واحد منها اختلاف‏.‏ وهو يئس و‏ { ‏يؤوس‏} ‏ على التكثير كفخور للمبالغة‏.‏ قوله تعالى‏ { ‏ولئن أذقناه نعماء‏} ‏ أي صحة ورخاء وسعة في الرزق‏.‏ { ‏بعد ضراء مسته‏} ‏ أي بعد ضر وفقر وشدة‏.‏ { ‏ليقولن ذهب السيئات عني‏} ‏ أي الخطايا التي تسوء صاحبها من الضر والفقر‏.‏ { ‏إنه لفرح فخور‏} ‏ أي يفرح ويفخر بما ناله من السعة وينسى شكر الله عليه؛ يقال‏:‏ رجل فاخر إذا افتخر - وفخور للمبالغة - قال يعقوب القارئ‏:‏ وقرأ بعض أهل المدينة ‏(‏لفرح‏)‏ بضم الراء كما يقال‏:‏ رجل فطن وحذر وندس‏.‏ ويجوز في كلتا اللغتين الإسكان لثقل الضمة والكسرة‏.‏ قوله تعالى‏ { ‏إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات‏} ‏ يعني المؤمنين، مدحهم بالصبر على الشدائد‏.‏ وهو في موضع نصب‏.‏ قال الأخفش‏:‏ هو استثناء ليس من الأول؛ أي لكن الذين صبروا وعملوا الصالحات في حالتي النعمة والمحنة‏.‏ وقال، الفراء‏:‏ هو استثناء من ‏ { ‏ولئن أذقناه‏} ‏ أي من الإنسان، فإن الإنسان بمعنى الناس، والناس يشمل الكافر والمؤمن؛ فهو استثناء متصل وهو حسن‏.‏ { ‏أولئك لهم مغفرة‏} ‏ ابتداء وخبر ‏ { ‏وأجر‏} ‏ معطوف‏.‏ { ‏كبير‏} ‏ صفة‏.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
وكلمة { صَبَرُواْ } هنا موافقة للأمرين الذين سبقا في الآيتين السابقتين، فهناك نزع الرحمة، وكذلك هناك " نعماء " من بعد " ضرَّاء " ، وكلا الموقفين يحتاج للصبر؛ لأن كلاّ منا مقدور للأحداث التي تمر به، وعليه أن يصبر لملحظية حكمة القادر سبحانه.
وبدأ الحق سبحانه وتعالى هذه الآية بالاستنثاء، فقال جل وعلا:
{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } [هود: 11].
ولولا هذا الاستثناء لكان الكل ـ كل البشر ـ ينطبق عليهم الحكم الصادر في الآيتين السابقتين، حكم باليأس والكفر، أو الفرح والفخر دون تذكُّر واهب النعم سبحانه.
ولكن هذا الاستثناء قد جاء ليُطمئن الذين صبروا على ما قد يصيبهم في أمر الدعوة، أو ما يصيبهم في ذواتهم؛ لا من الكافرين؛ لكن بتقدير العزيز العليم.
أو أنهم صبروا عن عمل إخوانهم المؤمنين.
إذن: فالصبر معناه حدُّ النفس بحيث ترضى عن أمر مكروه نزل بها. والأمر المكروه له مصادر عدة، منها:
* أمر لا غريم لك فيه كالمرض مثلاً.
* أو أن يكون لك غريم في الأمر؛ كأن يُسرق منك متاع، أو يُعتدى عليك، وفي هذه الحالة تنشغل برغبة الانتقام، وتتأج نفسك برغبة النيل من هذا الغريم، أكثر مما تتأجج في حالة عدم وجود الغريم، فحين يمرض الإنسان فلا غريم له.
وفي حالة الرغبة من الانتقام فالصبر يختلف عن الصبر في حالة وجود الغريم.
ولذلك عرض الحق سبحانه وتعالى لتأتِّي الصبر حسب هذه المراحل، فسيدنا لقمان يقول لابنه: