lundi 24 mars 2014

كيفية اكتساب قوة الإرادة ومضاء العزيمة

إن الثقة بالله ثم بالنفس من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت عندك طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاج إلى من يحركها، واسمع إلى قوله تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )، ولكن تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله، والنجاح لا يأتي هكذا لابد له من دفع الثمن، وبلا شك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة ويرتقي سلم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة فلا يمكن بحال من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام، فهو مصاب بالإحباط والكسل والفتور والتسويف، لصوص الطاقة مهيمنة عليه:
وما نيل المطالب بالتمني **** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال **** إذا الإقدام كان لهم ركابا

واسمع ـ أخي ـ إلى قول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى يقول: النفس فيها قوتان: قوة الإقدام وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكاً عما يضره، وأنا أريدك أخي أن تتقدم فتقوية العزيمة والإرادة بالحركة وليس بالجمود.

ولكي تقوي عزيمتك فلابد أن تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح، لابد أن يكون الدافع الحارق الذي يحثك على تقوية عزيمتك وإرادتك، فأنت الذي تملك مفاتيح هذه الآلية ومقاليد القرار ولكن يحتاج منك إلى خطوات تساعدك إلى الوصول إلى هذا الهدف.

1- إذا أردت أن تقوي عزيمتك وإرادتك فعليك أولاً بالطاقة الروحانية، وأقصد بها الطاقة الإيمانية، أن تتوكل على الله أولاً ثم تنهض.
فاشدد يديك بحبل الله معتصماً **** فإنه الركن إن خانتك أركان

2- حاول أن تغذي طاقتك العاطفية، وأقصد بها علاقتك مع أسرتك مع أصدقائك وجيرانك، فإن أصابها خمول فسينتقل إليك هذا المرض بلا شك ولاتستطيع أن تتقدم إلى الأمام خطوة، حاول أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك وحرر طاقتك وهذا سيخلق لديك طاقة قوية في أعماقك ويجعل منك إنساناً ذا إرادة، إنساناً معطاءا كريماً سخياً على من تحب.

3- حاول أن تقرر في نفسك أنت بأنك ستقوي من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررت دون تردد فستصل بإذن الله تعالى إلى ماتصبو إليه.

4- أيقظ ضميرك فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح فهو الذي يأمرك وينهاك وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعث من أعماق نفسك فحاول أن تصوبه في الطريق الصحيح كي يعطيك القوة والعزيمة والإرادة.

5- عليك بصحبة الأخيار الناجحين ذوي العزيمة والإرادة القوية تأخذ منهم وتتأسى بهم، وابتعد عن الأشرار ذوي النفوس المهزومة والإرادة الضعيفة.

6- لا تبن حياتك على التسويف ولكن تعلم دائماً بأن تقوم بالعمل في وقته فهذا يعطيك طاقة وقوة تساعدك في التغلب على هذا الإحباط.

7- حاول أن توطن نفسك؛ لأن رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

8- ذكر نفسك بالأنشطة والأعمال التي حققت فيها نجاحا عاليا كلما شعرت بالإحباط والتردد.

9- حاول أن تواجه ضعف الإرادة بشجاعة وحزم ولا تدع الظروف تهزمك وتذكر دائماً أن الحياة مملوءة بالعوائق والنكسات.

10- احذر دائماً لصوص الطاقة الذين يضعفون إرادتك وعزيمتك ومن بين اللصوص: القلق والإحباط وتشتت الذهن والتعب، وواجه بقوة الإيمان والعقيدة والتوكل على الله تعالى.

وبالله التوفيق. 

أيتها الفوضى وداعًا

أيتها الفوضى وداعًا

إن المتأمل في هذا الكون الفسيح يرى جليًا كيف أن الخالق سبحانه وتعالى أبدعه وسيره في نظام دقيق مذهل لا مكان فيه لفوضى أو اضطراب، قال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [الفرقان:2]. ولقد أعطى الله ـ سبحانه وتعالى ـ للإنسان الحرية في أن يتصرف في وقته كما يشاء، ابتلاءً واختبارًا له، فمن الناس من يوفق لتنظيم وقته وتحقيق أهدافه عل نور الوحي وضوء الشريعة، فيكون بذلك موافقًا لنظام هذا الكون، ومنهم ـ وهو الأكثر ـ من يعيش في فوضى عارمة مخالفًا بذلك ناموس الكون، مما يؤدي به إلى الفشل والضياع والاضطراب وقلة الإنتاج وضآلة العطاء في عمله، ثم يكون اليأس والإحباط والتوتر والقلق حين يرى الفوضوي الناجحين من حوله وقد تقدموا نحو أهدافهم بينما ما زال هو يراوح مكانه، ومن أجل أن تنجو من معاثر الفوضوية لا بد لنا من معرفة أسباب الفوضى في حياتنا أولاً ثم بعد ذلك لا بد أن نتعرف على فن تنظيم اليوم. أولاً: أسباب الفوضى في حياتنا 1ـ التهاون في استغلال الوقت: وذلك بتضييعه في توافه الأمور، فأهل الفوضى والبطالة ليس في حياتهم أرخص من الأوقات، يبدونها في لهو ولعب، ولا يفكرون أبدًا في استغلالها، بل إنهم يتنادون فيما بينهم لقتلها، وما علم هؤلاء المساكين أنهم بهذا يقتلون أنفسهم، كما قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: 'إنما أنت أيام مجموعة فكلما ذهب يومك، ذهب بعضك'. أما أهل الجد والنظام فيدركون أن الوقت هو الحياة ولذلك يحرص كل منهم على استثمار كل لحظة من لحظات حياته في عمارة دينه ودنياه لعلمه أن الله عز وجل سائله عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه، وإذا عود الإنسان نفسه على الانتفاع بوقته، فإن ذلك سيدفعه إلى إتقان تنظيم حياته واضعًا نصب عينيه قول الشاعر: دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان 2ـ عدم ترتيب الأولويات: خلط الفوضوي بين الأهم والأقل أهمية، فيشغل نفسه بالكماليات والثانويات أو المندوبات والمباحات، ويفرط في الضروريات والكليات والفرائض والواجبات، فهو كمن بذل جهده في اختيار ألوان منزله وفرط في قواعد وأعمدة وجدران ذلك المنزل، فانهدم على من فيه ولم ينفع صاحبه تزويق الألوان ولا بهارج الأصباغ. 3ـ سوء التوقيت في إنجاز العمل: إما بتقديمه عن وقته المناسب أو بتأخيره عنه وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، وما أجمل قول الصديق في وصيته للفاروق رضي الله عنهما: 'واعلم أن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار، وأن لله عملاً في النهار لا يقبله في الليل'. والله جل وعلا بحكمته قد جعل لكل شيء في الكون وقتًا محددًا لا يتقدم عنه ولا يتأخر، والفوضوي كعادته يأبى إلا أن يخالف ناموس الكون في دقته ونظامه، فتراه لا يجعل الشيء في موعده إما بتقديم أو بتأخير، جريًا وراء كسله وهواه، فتكون النتيجة إما أعمالاً لا فائدة منها، كمن يرجو الثمرة قبل وقت نضوجها، أو أعمالاً قليلة الفائدة حيث انتهى وقت فائدتها الحقيقية كمن يقطف الثمرة بعد وقت نضجها بزمن طويل فتكون قد أصابها التلف والعطب، وهكذا ربما تعب الفوضوي وكدح وعمل، ولكن الفوضى في عدم ضبط الأعمال بأوقاتها أفقدته ثمرة عمله. 4ـ عدم اكتمال العمل: فالفوضوي تمضي حياته في أعمال ومشاريع يخطو فيها خطواته الأولى ثم يتركها إلى غيرها قبل أن تكتمل، فكم من مرة بدء عملاً وما إن يمضي فيه قليلاً حتى تحدثه نفسه بتركه إلى غيره، وكم من مرة يبدأ في قراءة كتاب، وبعد أن يجاوز ربعه إذ بيديه تقفز إلى غيره من الكتب ليبدأ في قراءته وهكذا، حتى ينقضي عمره في بذر لا يرى له حصادًا، وتتراكم عليه الأعمال وتكثر الأعباء، والحياة محدودة والإمكانات كذلك، وإذ بالأيام تولت والفوضوي ما زال يجري وراء السراب. 5ـ تكرار العمل الواحد أكثر من مرة: ظنًا منه أنه لم ينفذه من قبل، فمثلاً الذي يعد بحثًا علميًا ثم يمر به حديث نبوي فيخرجه، ثم يمر به نفس الحديث فيخرجه مرة أخرى ثم ثالثة، فيضيع وقته ويهدر جهده ولا جديد في العمل، فالتعود على تكرار العمل بعد الفراغ منه دون حاجة لذلك يقلل إنتاج الإنسان في الحياة ويضيع عليه كثيرًا من الفرص التي كان يمكن أن يفعل فيها الكثير لدنياه وأخراه. 6ـ عدم ترتيب العمل [عند تنفيذه وإنجازه] منطقيًا منظمًا: فالفوضوي ينطلق إلى إنجاز عمله وسواء عنده بدء بالمقدمة أو الخاتمة، كمن يبني منزلاً فبدأ بشراء مستلزمات الطلاء للحوائط قبل أن يعد مستلزمات القواعد والأساسيات، فالإعداد للأمور قبل مفاجأتها مطلوب، ولكن بعد أن تفرغ من الإعداد والعمل لما ينبغي أن يسبقها، وإلا فربما قضى الإنسان كثيرًا من وقته، وبذل كثيرًا من جهده وإمكاناته في عمل لا ينتفع به؛ لأنه لم يأتِ في وقته ومكانه، فيضطر إلى تكراره مرة أخرى، ولو تريث قليلاً ونظم عمله ورتب جهده لما خسر كل هذا من حياته وجهده وإمكاناته. 7ـ تنفيذ العمل بصورة ارتجالية وعدم التخطيط له قبل إنجازه بوقت كاف: ويعد هذا من أهم أسباب الفوضى في الحياة، إذ بالتخطيط يحدد الإنسان أهدافه من كل عمل يقوم به ووسائله لتحقيق تلك الأهداف وكيفية استغلال تلك الوسائل ومكان كل شيء من العمل. وبدون ذلك فإنما هو الكدح والاضطراب الفشل والفوضوية والتخبط. ثانيًا: كيف تنظم يومك؟ إذا نجح الإنسان في تنظيم يومه نجح في تنظيم حياته، وقبل أن أحدثك عن قواعد تنظيم اليوم، فلا بد أن تعلم، أن الوقت المتوافر لديك خلال يومك يمكن تنظيمه طبقًا للكيفية التي تستخدمه بها، وعلى ذلك يمكن تقسيم الوقت إلى قسمين أساسيين: [1] وقت الفراغ: هو الوقت الذي تتمتع خلاله بحرية التصرف في العمل دون قيود ويمكن تقسيمه بدوره إلى قسمين: أـ وقت شخصي: وهو الذي تحتاجه للعناية بمتطلبات بقائك على قيد الحياة مثل الأكل والشرب والعناية بالصحة. ب ـ وقت الاسترخاء: فهو الوقت غير المخصص تحديدًا لأي نشاط وهدف، فهو وقت فراغ غير مستغل. [2] وقت العمل: وهو الفترة التي نكون فيها ملتزمين طوعًا أو أبناء على أوامر بالقيام بنشاط معين، ويمكن تقسيم كذلك إلى قسمين: أـ وقت الإنتاج: هو الوقت الذي ينقضي في الإنجاز الفعلي لأهدافنا التي نحن ملتزمون بتحقيقها سواء في حياتنا الخاصة أو حياتنا العملية. ب ـ الوقت الضائع: هو الوقت الذي ينقضي دون أي إسهام في إنجاز الغرض الذي تعهدنا بتحقيق، فهو في الأصل وقت مخصص لهدف إلا أن عائقًا منع من التقدم فيه حيال الهدف، وهو يضيع بنفس الطريقة التي تبدد بها بنزين السيارة إذا ما تركت سيارتك تدور وأنت تنتظر زميلك لذهاب إلى مكان ما. الوقت المتوافر وقت الفراغ وقت العمل شخصي استرخاء ضائع إنتاج والقاعدة العامة في حسن استغلال اليوم وتنظيمه هي أنه: بقدر ما تخصص من وقت فراغنا للنشاطات المنتجة، وبقدر ما نقلل من الوقت الذي نضيعه بقدر ما يكون استخدامنا للوقت أكثر إنتاجية، فالبراعة هنا تكمن في كيفية زيادة وقت العمل وتقليل الوقت الضائع وذلك عن طريق تنظيمه تنظيمًا جيدًا لتحقيق الاستغلال الأمثل له. وإليك الآن أيها القارئ الكريم بعض الأفكار والتوجيهات العملية التي تساعدك في تنظيم يومك: 1ـ أعد قائمة بأعمالك اليومية في مساء اليوم الذي قبله أو في صباح اليوم نفسه واحتفظ بهذه القائمة في جيبك وكلما أنجزت عملاً فأشر عليه بالقلم. 2ـ أوجز عبارات الأعمال في الورقة بما يذكرك بها فقط. 3ـ قدر لكل عمل وقتًا مناسبًا لأدائه من غير إفراط ولا تفريط، وحدد بدايته ونهايته واعلم أن العمل يتمدد ليلتهم الوقت المتاح له مهما طال. 4ـ قسم الأعمال تقسيمًا جغرافيًا بمعنى أن كل مجموعة أعمال في مكان واحد أو في أماكن متقاربة تنجز متتالية حفظًا للوقت. 5ـ افعل الأشياء الثقيلة على النفس عندما تكون في كامل طاقتك وحيويتك. 6ـ إذا شعرت بالتعب قم بأحب الأعمال إلى نفسك في هذه القائمة وسوف تستعيد نشاطك مرة أخرى. 7ـ اجعل قائمتك مرنة بحيث يمكن الحذف منها أو الإضافة إليها إذا استدعى الأمر ذلك. 8ـ اترك وقتًا في برنامجك للطوارئ التي لا تتوقعها: مثل ضيف يزورك بدون موعد أو طفل يصاب بمرض طارئ، أو سيارة تتعطل عليك في الطريق ونحو ذلك. 9ـ بادر باستغلال هوامش الأعمال الطويلة لإنجاز أعمال قصيرة مثلاً: عند الانتظار في عيادة الطبيب اقرأ في كتاب أو أكتب رسالة أو اتصل بالهاتف لإنجاز بعض الأعمال وهكذا. 10ـ عندما يكون وضع برنامجك اليومي اختياريًا نوع أعمالك لئلا تصاب بالملل، فاجعل جزءًا منها شخصيًا وآخر عائليًا وثالثًا خارج البيت وهكذا. 11ـ اجعل جزءًا من برنامجك اليومي لتطوير ذاتك وزيادة ثقافتك وتفكيرك في مشاريعك المستقبلية. 12ـ حبذا لو صممت استمارة مناسبة لكتابة برنامجك اليومي عليها ثم صورت منها نسخًا ووضعها في ملف لديك وجعلت لكل يوم منها واحدة. المراجع: 1ـ حتى لا تكون كلاً د. عوض القرني كيف تكون عمليًا أكثر ترجمة سامي سليمان 3ـ إدارة الوقت: الدليل غير الرسمي دون رينو

samedi 15 mars 2014

تعرف على مشاعرك

تعرف على مشاعرك

أن من أكثر ما يعيق تقدم الانسان نحو تحقيق أهدافه هو امتلاكه للمشاعر السلبية التي تجعله مقيد ومكبل داخل سجون الحياة .

ورغم الألم الذي يشعر به الكثير بسبب تلك المشاعر السلبية إلا أن الكثير يحاول الهروب منها ولكن دون جدوى , اليوم ستكون رحلتنا نحو مشاعرك لتتعرف عليها بشكل أكبر وتتخلص من الكثير من المشاكل التي تواجهك عبر مجموعة من المحطات الرائعة.

المحطة الأولى : شمس المعرفة

سنتوقف قليلاً في هذه المحطة لأنني أومن بأن 90% من المشاكل التي تواجهنا هي ضريبة ندفعها بسبب جهلنا في جانب المشكلة , كل ما أريدك معرفته في هذه المحطة أنه يمكن تقسم المشاعر إلى ثلاث أقسام رئيسية وهي :

الطمأنينة : وهي خلو النفس من الشوائب وفي هذه المرحلة يكون الشخص مستقر المشاعر لا يشعر بأيه مشاعر ايجابية ولا سلبية .
المشاعر الايجابية :
المشاعر السلبية
يجب أن تدرك أن احداث الحياة التي تواجه الانسان من ولادته وحتى وفاته متغيره بشكل فوري وهذا التغير يصاحبه تغيراً في المشاعر الإنسانية لذلك لا يمكن أن يعيش الشخص طوال حياته بمشاعر ايجابية او سلبية او مطمأنة لذلك سيتنقل بينها بشكل رائع .

ولا شك بأن مرحلة الطمأنينة ستكون هي المحور الفاصل بين المشاعر الايجابية والسلبية وستكون هي النقطة المركزية التي سنعمل فيها معاً لتحكم في مشاعرنا . ( سيتم تفصيل هذا الموضوع في كتابي قوة التوازن الإنساني )

المحطة الثانية : كون صداقة مع مشاعرك

بعد أن تعرفنا على أنواع المشاعر الرئيسية سنتوقف قليلاً في هذه المحطة لتكوين صداقة مع جميع هذه المشاعر , فلا يمكن لك أن تتفاهم وتتواصل مع أي شيء في هذه الحياة مالم يكون هناك علاقة ودية تجمعك معه .

المشاعر نعمة من الله سبحانه وتعالى بجميع أنواعها , حتى المشاعر السلبية هي في الحقيقة من أعظم النعم التي وهبك الله ايها , فلولا الحزن لم نشعر بطعم الفرح ولولا القلق لما حققنا الكثير من الإنجازات , ولكن نحن من يخطى في التعامل مع هذه النعم فتصبح نقمة نعيشها في حياتنا اليومية , فمن هذا المنطلق سنفتح اليوم صفحة جديدة مع مشاعرنا لتكون جزء ايجابي في حياتنا مهما كان نوعها ومسميتها .

المحطة الثالثة : اهلاً وسهلاً بك ضيف على المشاعر السلبية

قد تستغرب كثيراً من الظلم الذي يوقعه الشخص على نفسه في التعامل مع المشاعر السلبية لعدم معرفته بجمال هذه المشاعر .

كل إنسان معرض لأحداث الحياة والابتلاء مما يصحبه بشكل تلقائي مشاعر سلبية تعبر عن الحالة الشعورية للموقف , ولكن يتعامل الكثير بشكل سلبي مع تلك المشاعر ومن أبرز هذه الأخطاء :

1-الهروب من المشاعر السلبية :

وهو قيام الشخص بالهروب من الحدث السلبي بالتفكير في حدث إيجابي مما يغير الحاله الشعورية لديه . وللأسف أن هناك بعض الكتب والمدربون يروجون لهذا التعامل السلبي مع المشاعر السلبية ويكمن خطر هذا الاسلوب على بقاء الطاقة السلبية داخل جسم الانسان , فالنتيجة التي سيحصل عليها الشخص نتيجة مؤقتة وسيشعر بعد فتره بان ليس للحياة أي مشاعر ايجابية حتى في أيام العيد , وذلك يعود لكم الطاقة السلبية الموجودة بداخله والتي قد تتسبب له بأمراض عضوية كالقولون وغيرها .

العب بكرة الثلج :
وهو التفكير المركز على الحدث السلبي ووضعه تحت المجهر حتى يكبر بشكل متسارع .

تكمن خطورة هذا التعامل أن كرة الثلج غير متوقفة كما فعل صالح الذي وجدته شبه منهار بسبب خسارته في الاسهم بعد خمس سنوات فخسارته سببت له مشاعر الحزن ولكن تفكيره المستمر في الخسارة وفقده المال ثم طور ذالك بشعوره بأنه تعرض لظلم من قبل هامور السوق وزاد ذالك باعتقاده بأنه ضحية مجتمع جعله يصل إلى مرحلة من الاكتئاب وفي الحقيقة أن الحدث الذي حصل له سبب مشاعر سلبية ولكن تعامله السلبي بتكبير كرة الثلج وجعلها تتدحرج طوال خمسة سنوات جعله يصل إلى مرحله من مراحل الاكتئاب..

قبل أن نغادر هذه المحطة يجب أن نجيب على سؤال مهم جداً كيف نتعامل مع المشاعر السلبية بشكل ايجابي ؟ 
وهذه هي الخطوة الأولى في إعادة التوازن لمشاعرنا بعد ما أدركنا حقيقة المشاعر وأنواعها وأكثر الطرق السلبية التي يستخدمها الكثير في التعامل مع مشاعرهم السلبية وأعدك بأنني سأجيب عن هذا السؤال بالتفصيل في الحلقة الثانية من (( تعرف على مشاعرك )) 

بقلم الكوتش : فواز العصيمي

باحث في التوازن الإنساني